نساء المنكر

نساء المنكر - سمر المقرن, Samar Muqrin

توقعت من كتب هذه الرواية مراهقة تعاني عقدة نفسية من هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و لكن والله صدمت عند معرفتي إن من كتب هذه السخافة كاتبة متعلمة وصحافية !

لو كانت بطلة الرواية ملحدة أو تحدثت عن مبادؤها قبل ان تروي مغامراتها الساذجة، لكانت (ربما) أكثر قبول، لكن ما تبين لي في الرواية من خلال أفعالها هو فقط حبها لفعل المحظور.. تمنيت أن أعرف إلى اين تحب أن تصل؟

بينما كنت أقرأ تمنيت لو طعّمت الرواية بفكرة أو رسالة تجعل الرواية أمتع بدلاً من التذمر و إلقاء التهم، وعندما بدأت الراوية التحدث عن الإسلام و اللبيرالية وجدت إنها لابد من التوقف فوراً وتكملة مغامراتها الساذجة تلك!

كانت مقارنتها بين الإسلاميين و الليبراليين تحمل مغالطات كبيرة، و الرئيسية هي جمعها لأفكار مختلفة و التعامل معها كصنف واحد.


حسناً و إن قلنا الإسلاميين يغطّون المرأة بكل ما أوتوا من قوة، وهذا واقع و هم فخورون بإستعراض عضلاتهم الضئيلة تلك عليها، ولكن هل الليبراليين بالفعل يجبرون المرأة على إنتزاع الحجاب؟ ماذنب الليبرالية إذ المواطنات بالفعل لا يؤمنن في داخلهن بالحجاب؟
أليس هذا الإتهام و إن دل على شيء دل على معلوماتها المحدودة عن التيار الليبرالي، إلى درجة عدم تفريقها بينه و بين العلمانية؟
أم هي فقط أحبت أن تظهر لنا (براءتها) و إعتدالها بمعارضتها لليبرالية (و التي اصبحت كـ كلمة هي كابوس تبّع اليوم)؟

ولكن ما يثير استغرابي أكثر من تساؤلاتي السابقة هو مدحها للندن (العلمانية) و الحرية هناك، رغم إعتراضها للفكر الليبرالي؟

ما أحزنني جداً هو إن فكرة الرواية رائعة و أكثر من ذلك: تدعو إلى حرية المرأة، و الرفع من شأنها، وإلى الحرية الشخصية وعدم التحرش بها. و لكن الأحداث افسدتها، و البطلة كذلك.

بمقارنتها بين حكمهم بشريعة الله و حكم الله و كأنها تقول..إن حتى ظلم الإسلام أخف من ظلمكم! أو انتم ظالمون أكثر من الله! وهل الله ظالم بحكمه؟ ألم يبدو عليها إن لا مقارنة بين الله و بينهم لكون لا علاقة بينهم بالأساس؟

بالإضافة إلى بالرغم إني ضد هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بالكامل ولكن الرواية هاجمتهم بشكل مبالغ فيه إلى درجة التجني عليهم .. ولكنها صورت المجتمع الذكوري بشكل معقول

النهاية عرفتها، والله عرفتها، منذ و إن إتصلت بها القهوجية و تطلب منها تجهيز نفسها للعرس، عرفتها، دون أدنى شك عرفتها .. نهاية معتادة.. نهاية قديمة.. نهاية أصابتني بالغثيان .. تمنيت لو كانت الرواية نسخة ورقية بين يدي، لوالله كنت رميتها على أول جدار يقابلني فور إنتهائي من هذه النهاية الحزينة..

رواية سطحية لا انصح بقراءتها، إلا في حالة إنك تريد ان تعرف خلفية عن:
1_ المجتمع السعودي و التخلف الذي يطغى عليه
2_ هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقوانينهم الظالمة
3_ الكبت الجنسي ونتائجه
4_ التفاهة (تحتل كل الرواية)

يقول العقّاد :
ليس هناك كتاب أقرأه ولا أستفيد منه شيئا جديدا، فحتى الكتاب التافه أستفيد من قراءته أني تعلمت شيئا جديدا هو ما هي التفاهة؟ وكيف يكتب التافهون؟ وفيم يفكرون؟

تذكرت مقولته هذه جيداً بعد إنتهائي منها