Anna Karenina

Anna Karenina - Alymer Maude, Louise Maude, Leo Tolstoy كانت النهاية انتحار آنا، ولم أرى الإنتحار جميل إلا في هذه الرواية

يقال إن الزمن كفيل بحل اعقد المشاكل، و لكن لم ارى حل لآنا إلا وقوفها فوق السكة.

بعد تخلّيها عن كل ما لها -بيتها و ابنها- لأجل عشيقها والد طفلتها غير الشرعية، تركها هو -لاحقاً- في دوامة الحزن وحيدة ليتزوج بأميرة كما ارادت امه.

ما اثار استغرابي هو إني وجدت نفسي اتعاطف مع -آنا- الزوجة الخائنة، أعطي لها تبريرات لخيانتها و اشفق عليها، وأراها ضحية ليست آثمة، و لم اجد فرصة لاسأل نفسي .. هل للخيانة مبررات ؟

كانت هذه تجربتي الأولى للأدب الروسي الذي طالما سمعت عنه و عن أدبائه العظام الخالدين، احببت أن ابدأ تجربتي بالفيلسوف تولستوي روائي آنا كانرينا.

رأيت تولستوي طعّم الرواية الإجتماعية بفلسفة غاية في العمق ، و جسّد افكاره شخصياً بشكل حاد في شخصية "ليفين" ، والذي كانت شخصيته -مثل تولستوي تماماً- تائهة تبحث عن اليقين، ظلت اسئلة كثيرة تلاحق عقله : من أنا ؟ و أين انا ؟ و لماذا أنا ؟ و ماهو هدف حياتي ؟ و من هو الله ؟ و كيف أحيا بوجود الله ؟ و ماهو الوجود ؟ ولما انا موجود؟ .. كأي شخص تائه غارق في الشك - قريب للإلحاد - ينقصه اليقين ليشعر بالإرتياح ، صراع نفسي و ديني كان يلازمه و يشتعل في اوقات مفاجئة في الرواية ، تجعلها اكثر متعة و تجعلني اقرأها بلهفة اكبر .


رغم إني -أحياناً- رأيت الأفكار المطروحه في الرواية غير معقولة و تعصف العقل و تغير وجهة نظره في بعض الامور بطريقة دراماتيكية عجيبة ، و ولكنها بدت لي مشوقة إلى حد ما لأعرف ما نهاية تلك الحالة الإجتامعية المأساوية.

أكثر ما ميّز الرواية هو انها سُردت بطريقة حيادية للغاية ، دون أي تعاطف لشخصية ما أو تحيز لها ، لم يحاول الروائي أن يخبرنا عن الحق أو الباطل ، تركنا بكامل حريتنا أن نحكم عليهم بأنفسنا .

آنا تلك المرأة الفاتنة المتزوجه من المجتمع الراقي -كارنين- وولديها طفل وسيم في الثامنة من عمره و تطقن ببيت فخم في إستقرار مادي، قد يجعل اي مرء يتسائل، ما الذي جعل آنا تخون زوجها وتهرب منه وتفسد بيتها؟

صوّرت لآنا بإن علاقتها مع كارنين كانت باردة جداً و كانت تشعر بالوحدة و التعاسة المطلقة في مجتمع سيطرت عليه مظاهر التكلف و الإصطناع، رأت آنا انها لا تكمن حباً لكارنين في قلبها إطلاقاً وأنه لا يهتم إلا بعمله و صورته أمام المجتمع كوزير، و بسلاسة تلك المشاعر مهدت الطريق لذلك الشاب الوسيم -فرونسكي- الذي خطف قلبها بخفة، و بدأت تدريجياً بينهما علاقة حب ومشوا سوياً ممسكين الأيدي مشوار الحب الأعمى وهي منجرفة إليه بكل جوارحها تاركة خلفها زوجها، لتصبح زوجة خائنة..

كارنين بالرغم من العشرة بينهما إلا انه كان بليد لا يكرث لشي و لا تهمه آنا بالقدر ما تهمه سمعته وصورته أمام المجتمع كوزير، و بالرغم من معرفته لاحقاً بالعلاقة و بحبها لفرونسكي إلى انه اصر على عدم الطلاق . محافظاً على صورته. فتبقى مع فرونسكي و انجبت له بنتاً.

أكثر ما آلم قلبي حسرة هي نهاية آنا الحزينة، حين تكتشف أن أم عشيقها تقربه من إحدى الأميرات وهذا يعني انه سيتخلى عنها لتبقى في الدوامة وحدها ، وحين تشعر بخسارتها لكل شيء تقول وهي تركب عربةالقطار (لو كان للحزن والقنوط وزن لما احتملتني هذه العربة)

فنزلت يائسة من تلك العربة وانظرت أن يمر قطار آخر ثم توجهت نحو سكة الحديد ورمت نفسها.. أعجبتني النهاية.

رأيتها بالفعل رواية عظيمة لا تموت أبداً

ولكن -فقط- ما ازعجني هو الترجمة السيئة ، السيئة جداً! كما انها من الواضح إنها طُبعت من دون مراجعة ، اكثر ما ازعجني هو ان ثمة علامات مهمة كعلامات الاقتباس للتفريق بين كلام المتحدثين قد تم تجاهلها تماماً في الكثير من الفقرات، بالإضافة إلى بعض الأخطاء الإملائية و النحوية و الترجمة في ذاتها كانت ركيكة . افسدت قليلاً من متعتي في القراءة ، أتمنى لو احصل على نسخة بترجمة أخرى أكثر إرضاءاً