Animal Farm
يُقال بأن أقل الناس حظاً هم من يعيشون الثورات ومراحل تغيير بلادهم السياسية، إذ كنت من هؤلاء الناس مثلي، فأنا متأكده بأنك ستشعر تلقائياً خلال قراءتك للرواية بأنك تعيش في وسط "مزرعة الحيوانات"، تأمل حياتك جيداً خلال الرواية وحاول إيجاد دورك، قد تكون غالباً دور الخروف الذي يحركّه القائد بلا وعي، أو من الارجح ان تكون من الجرذان المفسدة أوحتى القطط المنافقة، أو مولي -الطبقة البرجوازية- أو بينيمين الحمار الحكيم، أو ربما سنوبول أو ربما حتى نابليون ذاته لما لا؟
قد يكون الإقتباس الذي اقتنيته عشوائي، وليس بالفعل اكثر ما اعجبني لاورويل في روايته هذه، لكنه مثّل تمثيل عظيم للثورة وتبرير الفضائع التي تُرتكب لأجلها.
الرواية كانت ذكية إلى درجة تدعوك إلى الإبتسام في كل تشبيه تقريباً، سلّطت الضوء على حقبة قبل الحرب العالمية الثانية حيث ستالين وسياسته مُجسد في الخنزير الطاغية "نابليون" الذي اقصى رفيقه الثوري الخنزير "سنوبول" لتولي السلطة منفرداً، والسعي للبقاء بالتظليل الإعلامي -في الخنزير سكويلر-، وتهديدهم بعودة حكم البشرية على المزرعة، ذكروني بفكرة هتلر المشهورة "إذا أردت السيطرة على الناس أخبرهم انهم معرضون للخطر وحذرهم من أن أمنهم تحت التهديد." ولا ننسى بالتأكيد دور الكلاب الشرسة التي جسدت الكلاب الشرسة (أمن ستالين السري) وخوف باقي الحيوانات التي أثرت سلبيا على الوطن والتي مثلت دور بقية الشعب في الغالب.
الرواية كانت تنتقد الشيوعية وفكرها وثورتها بشكل صريح، ولكنها صورت أيضاً فضائع الثورات بشكل عام، المشهد المكرر في كل ثورة تقريباً، ثورة الاستقلال الأمريكية، ثورة الاستقلال اليونانية، ثورة الاستقلال الصقلية، الثورة الانجليزية والحرب الاهلية التي لحقتها، الثورة الفرنسية، الثورة البروتستانتية، كما ثورة 1919 المصرية وغيرها الكثير وحتى ثورات الربيع العربي يومنا هذا.. خنازير كثيرة وكلاب شرسة اكثر حولها، وكل فصائل الحيوانات موجودة بالفعل في كل ثورة تقريباً.
الضجر هو التعبير الامثل عن شعوري حالياً وانا احاول كتابة مراجعة عن هذه الرواية، الرواية قطعة ادبية ثمينة على اي حال.. انصح الجميع قراءتها